السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعي معرف من عنوانه
وسوف استهله بمقالة قديمه لي بجريدة الفرات < من ايام الصبا
واليوم عصف بيا شوق ولحظات حنين لها .. فأحببت ان اشارككم هذا الحنين وطبعا لحنيني اسبابه
عندما رجعت لمقالتي القديمه .. وجدتها على بساطتها جميلة وماكتبته بها انذاك
كان قناعة صبا .. ولكنه الى الان قناعه الصبا هي هي لم تتغير
ولا اخفيكم القول .. باني سعدت بذلك جدا .. فما أجمل ان تقارن بين افكارك السابقه
وافكارك الحاليه .. الا تغمرك السعاده عندما تعرف بأن الجانب الجميل فيك لم تتغير
قناعاته .. رغم مايمر بالانسان من امور تجبره احياناُ على السخط من مبادئه
في زمن ليس به شيء اسمه مباديء كلها ذهبت ادراج الرياح .. بالباي باااااي
..... أستميحكم عذرا خرجت عن الموضوع وطرقت ابواب اذا فتحت ادمتنا .
ولنعود لمقالتي القديمه :
الصداقه :
أظن الحكم على كلمة صداقة يحتاج وقفة طويلة جدا .. فالصداقة برأيي شيء عميق ..
وان كان هناك كنزا حقيقيا في هذه الدنيا حقا فهو الصداقة لا سواها ...
ولأنها ان وجدت بمعاييرها الصحيحه و أذا بنيت على اسس سليمه بعيده عن الإنتهازيه والمصالح الشخصيه
فيمكن للإنسان أن يتفيأ بظلالها .. وتصبح كنزه الذي لن يفنى ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" صدق رسول الله
وقال بعض البلغاء "من خير الإختيار صحبة الأخيار ومن شر الإختيار مودة الأشرار"
وقالوا ايضاً " أخوك من صَدَقك لا من صدّقك "
إنّ حجر الأساس القويّ الذي تحتاجه الصداقات الحقيقية ، هو الإيمان بالله ، والأخلاق الكريمة ، والتقارب الثقافي ، والانسجام العاطفي ، والمواهب المشتركة ، ومعرفة حقوق الصديق ورعايتها .
وإلاّ فصداقة لاهية ، أو عابرة ، أو مجرد تمضية وقت ، ستنقلب على أطرافها وبالاً (يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني )
إنّ اختيار الرفيق قبل الطريق قد يكون مهماً في السفر من مكان إلى آخر ، لكنّه أكثر أهمية في السفر الدنيويّ إلى الآخرة . فنحن بحاجة إلى الصديق الذي يقوّي إيماننا ، ويزيد في علمنا ، ويناصرنا على قول وفعل الخير والحقّ ، وينهانا عن قول وفعل الباطل والمنكر ، ويدافع عنّا في الحضور والغياب ، وليساعدنا وقت الضيق والشدّة ، ولذا قيل : «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَنْ يخالل» .
الصداقة إذن عقد وميثاق أخوّة وتناصر وتباذل تزداد مع الأيام والتجارب وثاقة ، وليس لعبة نقبل عليها للتسلية ثمّ إذا مللناها تركناها...
عزيزي القاريء :
فليكن أفضل ما عندك لصديقك
فإن كان يجدر به ان يعرف جزر حياتك .. فالأجدر بك أيضا أن تظهر له مدها
وهنا يستحظرني مقوله جميله لجبران خليل جبران :
اذا أوضح لك صديقك فكرة
فلا تخش ان تصرح بما في فكرك من النفي
....أو ان تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب
وإذا صمت صديقك ولم يتكلم
فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء الى صوت قلبه
لأن الصداقة لا تحتاج الى الألفاظ والعبارات
في إنماء جميع الأفكار والرغبات والتمنيات
التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات
وختامي لكم دمتم مصادقين صداقين ..
بقلم : درة الفرات ..- 1999 -صحيفة الفرات -
* * * * * *
واليوم ارفق لم قالته سابقا مقاله اعجبتني جداً للأستاذ لعبدالله باجبير
تحاكي افكاري بين بساطة السابقة وعمق اللاحقة :
الصداقة كالحب.. قيمة يختلف حولها الناس.. ومعنى يعرفونه سلبا وايجابا.
والخلاف حول الصداقة قديم، ومنذ عرف الناس استيعاب المعاني وهم حولها مختلفون!
يقول أرسطو عندما سئل عن الصديق: «انسان هو أنت.. إلا أنه بالشخص غيرك».
ولكن عندما ترجم هذا المعنى الى أبي حيان التوحيدي قال معلقا: «الحد صحيح، ولكن المحدود غير موجود». ثم ما فائدة هذا الحد ولم قال الفيلسوف شيئا لا حقيقة له، دلالة عليه، ولا يوجد في الشاهد أصله؟!
وقال روح بن زنباع عن الصديق «انه لفظ بلا معنى». وعلق على هذا التعريف أبو حيان فقال: «أي هو شيء عزيز، وكأنه ليس بموجود».
وسئل ديوجانس عما ينبغي للرجل أن يتحفظ منه فقال: «حسد الأصدقاء ومكر الأعداء».
وسئل أبو حيان عن أطول الناس سفرا، فقال: «من سافر في طلب صديق».
وقد شغلت الصداقة فكر أبي حيان حتى أنه ألف عنها كتابا كاملا يقع في 469 صفحة.. جاءت كلها رفضا لوجود معنى للصداقة، ولوجود الصديق، فيقول في صفحات من كتابه رسالة الصداقة والصديق: «ينبغي أن نثق بأنه لا صديق ولا من يتشبه بالصديق.. وإذا أردت الحق علمت أن الصداقة والألفة والاخوة والرعاية والمحافظة قد نبذت نبذا ورفضت رفضا، ووطئت بالاقدام ولويت دونها الشفاه، وصرفت عنها الرغبات».
وكان افلاطون يقول: «صديق كل امرئ عقله»!.
أما سقراط فيقول: «مما يدل على عقل صديقك ونصيحته لك انه يدلك على عيوبك، وينفيها عنك ويعظك بالحسنى ويتعظ بها منك، ويزجرك عن السيئة، وينزجر عنها لك».
وقال ديوجانس: «صديقي هو العقل.. وهو صديقكم ايضا. فأما الصديق الذي هو انسان مثلك فقلما تجده، فإن وجدته لم يف لك بما يفي به العقل، فاكبحوا اعنتكم عن الصديق، الذي يكون من لحم ودم، فإنه يغضب فيفرط، ويرضى فيسرف، ويحسن فيعدد، ويسيء فيشجع، ويشكك فيضل».
وسأل احدهم سفيان الثوري قال: أوصني؟
قال: انكر من تعرفه!
قال: زدني!
قال: لا مزيد.
وقديما قالوا المستحيلات ثلاثة.. «الغول والعنقاء والخل الوفي».
والغول اسطورة.. والعنقاء خرافة.. ولكن الخل الوفي موجود.. أو هذا ما أظنه.
بقلم الاستاذ عبدالله باجبير .. جريده الراي 2004
* * * * * *
هكذا ختم عبدالله باجبير مقالته ... وهكذا انا ايضاً أختم موضوعي
الصديق الوفي موجود .. هذا ماأظنه .. وكما يقال أظن بالناس كما أظن بنفسي .